الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أي نعلّل، فكأنا نخدع، وقال لبيد: أي المعلّل، والناس يقولون: سحرتني بكلامك. يريدون خدعتني.وقوله: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ} [سورة الإسراء آية 48]:يدل على هذا التأويل لأنهم لو أرادوا رجلا ذا رئة، لم يكن في ذلك مثل ضربوه، ولكنهم لما أرادوا رجلا مخدوعا- كأنه بالخديعة سحر- كان مثلا ضربوه، وتشبيها شبهوه، وكأن المشركين ذهبوا إلى أن قوما يعلّمونه ويخدعونه.وقال اللّه في موضع آخر حكاية عنهم: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} وقول فرعون: {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُورًا} [سورة الإسراء آية 101]: لا يجوز أن يكون أراد به: إني لأظنك إنسانا ذا رئة، وإنما أراد: إني لأظنك مخدوعا والرفات ما رفت، وهو مثل الفتات.51 – {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ} أي يحركونها كما يحرك اليائس من الشيء المستبعد له رأسه. يقال: نغصت سنّه، إذا تحركت، ويقال للظليم: نغص، لأنه يحرّك رأسه إذا عدا.57 – {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ} يعني الذين يعبدون من دونه ويدعونهم آلهة، يعني الملائكة، وكانوا يعبدونها.{يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} أي القلابة.58 – و{مَسْطُورًا} أي مكتوبا. يقال: سطر، أي كتب.59 – {وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} أي آتينا ثمود آية- وهي الناقة- مبصرة، أي بينة، يريد مبصرا بها. كما قال: {وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً} [سورة الإسراء آية 12]: فَظَلَمُوا بِها، أي كذبوا بها، وقد بينت الظلم ووجوهه في كتاب المشكل.{وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ} أي وما نرسل الرسل بالآيات.60 – {وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ} يعني ما رآه ليلة الإسراء.{إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} يقول: فتن أقوام بها، فقالوا: كيف يكون يذهب هذا إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة؟ فأرتدوا، وزاد اللّه في بصائر قوم منهم أبو بكر رحمه اللّه، وبه سمّي صدّيقا.{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} يعني شجرة الزّقوم.62 – {هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} أي فضلت.{لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} لأستأصلنّهم. يقال: احتنك الجراد ما على الأرض كلّه، إذا أكله كلّه، واحتنك فلان ما عند فلان من العلم: إذا استقصاه، ويقال: هو من حنك دابّته يحنكها حنكا: إذا شد في حنكها الأسفل حبلا يقودها به. أي لأقودنهم كيف شئت.63- {جَزاءً مَوْفُورًا} أي موفّرا. يقال: وفّرت عليه ماله ووفرته:بالتخفيف والتشديد.64 – {وَاسْتَفْزِزْ} أي استخفّ، ومنه يقال: استفزّني فلان.والرجل: لرّجّالة. يقال: راجل ورجل. مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب.{وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ} بالنفقة في المعاصي، وَفي الْأَوْلادِ بالزنا.66 – {يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ} أي يسيرها. قال الشاعر: الحاصب: الريح. سميت بذلك: لأنها تحصب، أي ترمي بالحصباء، وهي: الحصى الصغار.والقاصف: الريح التي تقصف الشجر، أي تكسره.69 – {ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعًا} أي من يتبعنا بدمائكم، أي يطالبنا.ومنه قوله: {فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [سورة البقرة آية: 178]. أي مطالبة جميلة.71 – {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ} أي بكتابهم الذي فيه أعمالهم، على قول الحسن، وقال ابن عباس- في رواية أبي صالح-: برئيسهم.{وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} والفتيل: ما في شق النواة.73 – {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} أي يستزلّونك.{لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا} غَيْرَهُ لتختلق غيره.{وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} أي لو فعلت ذاك لودّوك.75- {ضِعْفَ الْحَياةِ} أي ضعف عذاب الحياة.{وَضِعْفَ الْمَماتِ} أي ضعف عذاب الممات.76 – {وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ} أي بعدك.78 – {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} غروبها، ويقال: زوالها، والأول أحب إليّ، لأن العرب تقول: دلك النجم، إذا غاب. قال ذو الرّمّة: وتقول في الشمس: دلكت براح يريدون غربت، والناظر قد وضع كفه على حاجبه ينظر إليها. قال الشاعر: فشبهها بالمريض في الدّنف، لأنها قد همّت بالغروب. كما قارب الدّنف الموت، وإنما ينظر إليها من تحت الكف، ليعلم كم بقي لها إلى أن تغيب ويتوقي الشعاع بكفه.و{غَسَقِ اللَّيْلِ} ظلامه.{وقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي قراءة الفجر.79 – {فَتَهَجَّدْ بِهِ} أي اسهر به. يقال: تهجدت: إذا سهرت.وهجدت: إذا نمت.83 – {وَنَأى بِجانِبِهِ} أي تباعد.{كانَ يَؤُسًا} أي قانطا يائسا.84 – {كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ} أي على خليقته وطبيعته، وهو من الشّكل، يقال: لست على شكلي ولا شاكلتي.88 – {وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} أي عونا.89- {وَلَقَدْ صَرَّفْنا} أي وجهنا القول فيه بكل مثل، وهو من قولك: صرفت إليك كذا، أي عدلت به إليك، وشدد ذلك للتكثير. كما يقال: فتّحت الأبواب.90 – {يَنْبُوعًا} أي عينا، وهو مفعول من نبع ينبع، ومنه يقال لمال على رحمه اللّه: ينبع.92 – {كِسَفًا} أي قطعا. الواحد: كسفة.أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أي ضمينا. يقال: قبلت به، أي كفلت به، وقال أبو عبيدة: معاينة. ذهب إلى المقابلة.93 – {بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} أي من ذهب.97 – {كُلَّما خَبَتْ} أي سكنت. يقال: خبت النار- إذا سكن لهبها- تخبو. فإن سكن اللهب ولم يطفأ الجمر. قلت: خمدت تخمد خمودا.فإن طفئت ولم يبق منها شيء، قيل: همدت تهمد همودا.98 – {زِدْناهُمْ سَعِيرًا} أي نارا تتسعّر، أي تتلهب.100 – {وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُورًا} أي ضيّقا بخيلا.102 – {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} أي مهلكا، والثّبور: الهلكة.وفي رواية الكلبي: {إني لأعلمك يا فرعون ملعونا}.103 – {فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ} أي يستخفّهم حتى يخرجوا.104 – {جِئْنا بِكُمْ لَفِيفًا} أي جميعا.110 – {وَلا تُخافِتْ بِها} أي لا تخفها.{وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا} أي بين الجهر وبين الإخفاء طريقا قصدا وسطا.والترتيل في القراءة: التّبيين لها. كأنه يفصل بين الحرف والحرف ومنه قيل: ثغر رتل ورتل، إذا كان مفلّجا. يقال: كلام رتل، أي مرتل، وثغر رتل، يعني إذا كان مستوي النبات، ورجل رتل- بالكسر- بيّن الرّتل: إذا كان مفلّج الأسنان. اهـ.
|